کد ts-16634  
عنوان اول السلوکات الوالدیة المدرکة وعلاقتها بالذکاء الوجدانی لدی عینة من طلاب الجامعة  
نویسنده مرفت حامد محمد علی شداد  
استاد راهنما إسماعیل إبراهیم بدر  
اسناد مشاور عبد الرحمن سماحة  
نوع کاغذی  
مقطع کارشناسی ارشد  
سال دفاع 2016میلادی  
تعداد صفحه 179  
چکیده إن البیئة الأسریة المحیطة بالطفل عندما تکون بیئة دافئة یملأها الحب والحنان یودی إلی زیادة ثقة الأطفال فی أنفسهم وفی قیمتهم وکفاءتهم مما یجعلهم أکثر قدرة علی المواجهة الناجحة فی حیاتهم ، بینما البیئة الأسریة المحیطة بالطفل عندما تکون بیئة أسریة رافضة محبطة تولد لدیة الشعور بالخوف ونقص الکفاءة مما یجعل الفرد یدرک عدم أهمیته وفاعلیته ویشعر أن العالم مکان غیر آمن ومظلم . أن أسلوب الوالدین فی معامله أطفالهم سواء بنظام یتسم بالقوة ، أو بفهم متعاطف ، أو بعدم اکتراث أو بمشاعر دافئة یترتب علی هذا الأسلوب أو ذاک من حیاه الطفل الانفعالیة نتائج عمیقة باقیة الأثر وأوضحت الدراسات والبحوث أن الطفل الذی انعم الله علیه بوالدین یتمیزان بالذکاء الانفعالی یستفید فائدة عظیمة منها لان أسلوب تبادل مشاعر الوالدین فیما بینهما ، بالإضافة إلی تعاملهما المباشر مع الطفل یساعد علی منح أطفالهما الأذکیاء دروسا عمیقة مع عملیات التبادل الانفعالی فی الأسرة. (إسماعیل بدر، 2002 : 10) هناک العدید من الدراسات ومنها دراسة عبد الفتاح رجب ومطر (2002 : 16) ودراسة نبیلة أکرم بخاری (2007 : 25)، والتی أثبتت العلاقة الوطیدة بین أسالیب المعاملة الو الدیة والتی تتضمن السلوکیات الوالدیة، وبین الذکاء الوجدانی لدی الأبناء ، حیث أوضحت تلک الدراسة أن السلوکیات الوالدیة الایجابیة والتی تقوم علی الود والحب والدفء والقرب والتوجیه من الوالدین تنمی شخصیات الأبناء فی الاتجاه الإیجابی وتنمی لدیهم الذکاء الوجدانی فی المرتفع ، وعلی عکس ذلک جاءت السلوکیات الوالدیه السلبیة وسوء المعاملة من الوالدین لتدمر شخصیات الأبناء، وتقلل الذکاء الوجدانی لدیهم عندما یسلک الوالدان مع أبنائهم السلوکیات الوالدیه المدرکة غیر السویة المتمثلة فی الرفض والقسوة والتذبذب والتفرقة والإساءة البدنیة المفرطة والإهمال والتسلط والسخریة والإساءة غیر المباشرة والتأنیب والکراهیة تجعل الأبناء غیر واثقین بأنفسهم وإحساسهم بالنقص والشل والخجل وعدم القیمة والقلق من المستقبل ویکونون أکثر عرضة للاکتئاب والوقوع فی براثن الحیاة ومشکلاتها وعدم قدرتهم علی اتخاذ القرارات ، وحل المشکلات ویشعرون بعدم الکفاءة فی مواجهة المواقف الخارجیة فتقل لدیهم روح المبادرة الاستقلالیة فی ذاتهم والوقعیة مما یجعلهم متمردین ومعارضین ومتعصبین ومشاغبین وعدوانیین وبالإضافة إلی سلوکیات أخری کالکذب والغش والحقد والکراهیة للغیر ن والأنانیة وحب النفس وتخلق شخصیة انسحابه منطویة تمیل إلی الخوف وعدم الإقدام علی المبادرة والانجاز. کما تشیر (فوقیة محمد راضی ،2002 : 36) أن خبرة التعرض لسوء معامله وإهمال الوالدین یمکن ان تصبح ضاغطة بدرجة کبیرة بالنسبة للأبناء، ومن المقبول ألان علی نطاق واسع أن خبرة الضغوط النفسیة الحادة یمکن أن تغیر الحالة الانفعالیة للفرد ینتج حالات من القلق،الهستریا، الاکتئاب، وما یصاحبه من سلوکیات الإیذاء الذاتی وغیرها من الصعوبات الانفعالیة التی تعوق نمو الذکاء الوجدانی لدی الأبناء. ثانیاً : مشکلة الدراسة : إن السلوکات التی یتبعها الوالدان فی معامله أبنائهم یترتب علیها نتائج غایة فی الأهمیة فالآباء قد یعودون الأبناء علی تلقی الحلول الجاهزة أو المحفوظة لکل ما یواجههم من مشکلات ، مما یضمن نجاحهم فی کسب ثقة الآباء والمعلمین فیما بعد، بینما لا یتم تدریب الأبناء علی مواجهة أو استیعاب الفشل أو محاولة ابتکار أسالیب جدیدة لحل المشکلات لأنها غیر مضمونة النجاح، بل قد یعاقبون علیها ،وحتی حریة توجیه الأسئلة والاستفسارات ومحاولة الاستکشاف واستخدام الخیال قد لا یشجع الآباء أبنائهم علیها ،مما یجعلهم یبالغون فی تقدیر المخاطر الکامنة فی المواقف التی تواجههم، وفی نفس الوقت یقللون من شأن قدرتهم علی مواجهة هذه المواقف ، مما یجعل الابن یستشعر قلقا وتهدیدا مستمراً، وهذا بدوره یوثر علی تقدیره المعرفی لذاته ، والذی یوثر بدوره علی تقدیره لمثیرات البیئة وکیفیة مواجهتها ومن ثم التعامل مع الموقف بالسلبیة، والکسل ، وتوقع الفشل. ولا شک أن الدفء من البیئة الأسریة المحیطة یودی إلی اعتقاد عام لدی المراهق فی قیمته وکفاءته مما یجعله أکثر قدرة علی المواجهة الناجحة والاعتماد علی النفس وتحمل المسئولیة والمبادأة ، والاستقلالیة، والتعاطف مع الآخرین وهی سمات الإنسان الذی یتحلی بالذکاء الوجدانی حتی ینجح فی الحیاة ویتفاعل مع الآخرین ببراعة. بینما الرفض من البیئة الأسریة المحیطة بالابن المراهق یودی إلی الشعور بعدم الأمن ونقص الکفاءة، مما یجعل المراهق یدرک عدم فاعلیته ،ویری العالم کأنه مکان غیر أمن مما یربی لدیه الشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس وعدم فهم ذاته وعدم التفاعل مع الآخرین، وعدم تحمله المسئولیة. ویعانی أبنائهم المراهقین قلة الخبرة فی الحیاة ونقص العلاقات الاجتماعیة الناجحة ، وربما یفتقرون الی الإمباثیة والجوانب العاطفیة وتسیطر علیهم الأنا مالیة وحب الذات وضعف القدرة علی إدارة الذات، وتعود هذه المعاناة إلی ما تلقوه من أسالیب سلوکیة داخل الأسرة بما فیها من کبت المشاعر وضعف التوعیه وعدم تعویدهم تحمل المسئولیة والانخراط فی واقع الحیاة ونقص الخبرة الحیاتیة ،مما یجعلهم یفشلون فی إقامة علاقات إجتماعیة ناجحة سببتها السلوکات الوالدیة الخاطئة فی التربیة وکما أدرکوها أنفسهم والتی أثرت علیهم بالسلب وقلة الخبرة وکما أشارت العدید من الدراسات التی ذکرت فی المقدمة الی ذلک ، ومن هنا کان دافع الباحثة إلی إستجلاء هذه العلاقة بین السلوکات المدرکة وعلاقتها بالذکاء الوجدانی لدی أبنائهم.  
تاریخ ثبت در بانک 8 شهریور 1396